كلمــة سعادة السيد/ أحمد بن عبد الله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى في افتتاح دور الانعقاد العادي السابع والأربعين لمجلس الشورى

06 نوفمبر 2018




 

 

حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى
صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني 
أصحاب المعالي والسعادة الشيوخ والوزراء والسفراء
الحضور الكرام ،،،
السلام عليكم ورحمة الله ،،،
يسعدني وأخواني وأخواتي أعضاء مجلس الشورى أن نرحب بسموكم في المجلس ونتقدم لكم ببالغ الشكر والتقدير على تفضلكم بافتتاح دور الانعقاد العادي السابع والأربعين للمجلس ، في دور انعقاد جديد في مسيرته التي يتجدد معها الإنجاز والعطاء بفضل الله تعالى ثم برؤية سموكم وتوجيهاتكم السديدة ودعمكم المستمر ، وتكاتف أهل قطر الأوفياء .
لقد تابعنا باهتمام بالغ ما جاء في خطابكم السامي الذي استعرض كافة الأحداث والتطورات التي شهدتها بلادنا خلال أكثر من عام ونصف من الحصار الجائر المفروض علينا، 
لسلب إرادتنا ، واستقلالية قرارنا ، وطمعاً في مواردنا ومقدراتنا . فقد حوى خطابكم معالم السياسة العامة للبلاد الداخلية منها والخارجية في هذه اللحظات الفارقة من تاريخ بلدنا العزيز . 
لقد أكد خطابكم أننا ، بالرغم من تربص المتربصين وكيد الكائدين ، نعيش على هذه الأرض الطيبة بفضل من الله في صورة نادرة من صور التكاتف بين جميع مكونات الشعب القطري ، تلاحماً فريداً بين قيادة رشيدة وشعب وفيّ ، نتج عنه بحمد الله ومنته عزاً واستقراراً ورخاءً . 
ولقد صدقتم ، يا صاحب السمو ، بقولكم في حينها "أبشروا بالعز والخير" وهو ما لمسناه ونلمسه كل يـوم . فعلى الرغم من كل المحاولات اليائسة لتعطيل عجلة التنمية والتطور ، لم تتوقف مسيرة التنمية في بلادنا ، بل أصبحت تسير بوتيرة أسرع مما كانت عليه قبل الحصار بل ظل اقتصادنا يسجل أعلى الأرقام في معدلات النمو في المنطقة وعمّ الخير والعطاء أرجاء البلاد في الوقت الذي تتراجع فيه سياسات دول الحصار وخططها ، فالله سبحانه وتعالى عادل 
لا يرضى بالظلم والغدر والمكر فهو القائل " ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله " .
صاحب السمو ،
إننا لنحمد الله بأن دولة قطر ، حتى في ظل الحصار الظالم عليها ، لم تتغير سياستها بل ظلت متمسكة بمبادئها الثابتة ، ملتزمة بتعهداتها الدولية ، مناصرة للقضايا العربية والإسلامية ، باذلة الجهود لتوحيد الصفوف لمواجهة المخاطر والتحديات وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة . فنحن نشارككم ، يا صاحب السمو ، في مواقفكم الثابتة من قضايا أمتنا وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني ، الذي عانى كثيراً من الظلم والحصار ، في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
صاحب السمو ،
وأنتم تفتتحون اليوم أعمال دور الانعقاد العادي السابع والأربعين لمجلس الشورى أسمحوا لي بأن أوجز لسموكم ما استطاع المجلس أن يحققه في دور الانعقاد السابق . فقد تمكن من الانتهاء من كافة مشروعات القوانين التي وردت إليه من الحكومة الموقرة وأبدى عليها
ما رآه مناسباً . وناقش عدداً من الاقتراحات والاقتراحات برغبة والمناقشات العامة لما فيه مصلحة الوطن والمواطنين في أجواء شفافة سادتها حُسن النيّة وعفّة اللسان وصدق الكلمة. 
كما وجّه المجلس الدعوة إلى معالي رئيس مجلس الوزراء وعدد من أصحاب السعادة الوزراء والمسؤولين في الأجهزة المختلفة في الحكومة للحديث للمجلس في المسائل التي تدخل في نطاق صلاحياتهم، والرد على استفسارات الأعضاء حولها . ونود بهذه المناسبة أن نوجه الشكر لمعالي رئيس مجلس الوزراء وأصحاب السعادة الوزراء والمسؤولين الحكوميين على استجابتهم للدعوة وتعاونهم مع المجلس وتجاوبهم مع رغباته . فنحن في هذا المجلس نعمل وفق 
مبدأ هام نعتبره من أساسيات عملنا وهو التنسيق بين المجلس والحكومة فكلنا نعمل في خدمة الوطن والمواطنين في ظل قيادتكم حفظكم الله . 
لقد استشعرنا في المجلس أهمية تعزيز التواصل بين مجلس الشورى والمواطنين للوقوف على آرائهم إزاء ما يُعرض على المجلس من قوانين وتشريعات . فالمجلس يقوم حالياً بإعادة النظر في نُظمه وهياكله لوضع تصورات وأساليب وأفكار لتعزيز هذه العلاقة بين المجلس والمواطنين .
صاحب السمو ،
لقد واصل المجلس جهوده في مجال الدبلوماسية البرلمانية والعلاقات الخارجية . وقد أثمرت جهوده في تحقيق إنجازات مقدرة في تعزيز العلاقات البرلمانية مع المجالس النيابية في مختلف دول العالم مما مكّن المجلس من كسب تأييد مختلف برلمانات العالم لموقف دولة قطر من أزمة الحصار الجائر وإشادتها بحُسن وحكمة قيادتكم حيالها، ودعمها لدعوة سموكم لعقد مؤتمر دولي لتنظيم استخدام التقنية الرقمية والمعلوماتية وفق قانون دولي ينظم هذا المجال، حسب ما ورد في البيان الصادر عن اجتماع رؤساء البرلمانات الأوروبية والآسيوية والذي عقد مؤخراً في تركيا .
 وتتواصل جهود المجلس أيضاً في مجال الدبلوماسية البرلمانية من خلال استقبال عدد من الوفود البرلمانية في البلاد ومشاركاته في المؤتمرات البرلمانية الإقليمية والدولية العديدة والتي كان آخرها اجتماع المجلس الحاكم والجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي الذي انعقد بجنيف في أكتوبر الماضي وقرر عقد دورته المقبلة الأربعين بعد المائة بدولة قطر في شهر أبريل القادم عام 2019م. 
ان استضافة بلدنا لهذا المؤتمر الهام تأتي دليلا جديدا على ثقة المجتمع الدولي بدولة قطر وبقيادة سموكم وسياستكم الحكيمة ومكانتها المتميزة ودورها الفعّال من أجل السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
إن مسؤولياتنا الجسام نحو الوطن تفرض علينا أن نؤكد لسموكم بأننا في المجلس سائرون بحول الله لنستكمل معاً أداء مهامنا التي الزمنا بها الإيمان بالله وحب الوطن ، داعين الله سبحانه وتعالى أن يجعل التوفيق حليفنا وأن يكون مسعانا في هذا الشأن رصيداً إيجابياً يُضاف إلى ما حققه مجلسنا في أدوار الانعقاد الماضية . وهنا أود أن أتقدم بالشكر والتقدير لأخواني وأخواتي أعضاء المجلس الذين بذلوا جهوداً في عمل المجلس ولجانه المختلفة من أجل المساهمة في صياغة ملامح المستقبل لقطر وأبنائها ونهضة الوطن وتحقيق مصالحه العليا.
صاحب السمو ،
نجدد العهد والولاء لسموكم أميراً وقائداً لنهضتنا ومسيرتنا مؤكدين لسموكم العزم على مضاعفة الجهود لرفعة بلدنا . سائلين المولى عز وجل أن يديم على هذه البلاد فضله وكرمه، وأن يحقق تحت قيادتكم ما يصبوا إليه الجميع من آمال وتطلعات إنه سميع مجيب .
ودمتم لهذا الوطن عـزاً ومجداً .
والسلام عليكم ورحمة الله ،،،،