أكد سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم، رئيس مجلس الشورى، أن دولة قطر، بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى "حفظه الله ورعاه"، تولي أهمية كبرى لتعزيز التضامن والتعاون العربي المشترك، ودعم جهود ترسيخ الأمن والسلم الدوليين، لا سيما في المنطقة العربية، إلى جانب دعمها المستمر للقضية الفلسطينية ونصرة الشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
جاء ذلك في كلمة سعادته أمام المؤتمر الثامن والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي المنعقد في الجزائر تحت شعار "دور الاتحاد البرلماني العربي في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية".
وأكد سعادته على أهمية هذا الدور في مواجهة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة العربية، مشددًا على أن المواقف الثابتة لدولة قطر تنسجم مع أهداف الاتحاد ومساعيه لتعزيز العمل البرلماني العربي المشترك في ظل هذه المتغيرات المتسارعة.
وأوضح سعادته أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي بسياساته العنصرية وممارساته الإجرامية يشكل أحد أكبر التحديات التي تعرقل مسيرة التنمية وتعيق جهود التقدم والاستقرار في العالم العربي، مشيرًا إلى أن العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 وما خلفه من عشرات الآلاف من الضحايا والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، فضلًا عن محاولات تهجير الشعب الفلسطيني، يستوجب موقفًا برلمانيًا عربيًا موحدًا للدفاع عن الشعب الفلسطيني ووقف الانتهاكات المستمرة لقرارات الشرعية الدولية.
وفي هذا الصدد، أشاد سعادته بمبادرة مجلس الأمة التركي الكبير بإنشاء مجموعة البرلمانات الداعمة لفلسطين، معتبرًا أنها خطوة مهمة نحو توحيد الجهود البرلمانية لنصرة القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، داعيًا البرلمانات كافة إلى الانضمام لهذه المجموعة، تعزيزًا لجبهة برلمانية عالمية موحدة تعبّر عن إرادة الشعوب الحرة، وتعمل على تنسيق المواقف والمبادرات الدولية.
وأشار سعادته إلى التحديات التي تواجه عمل الاتحاد البرلماني الدولي، خاصة آلية التصويت على البند الطارئ، موضحًا أن المجموعة الجيوسياسية العربية، بدعم من مجموعات أخرى، تقدمت بمقترحات لبنود طارئة حول قضايا إنسانية محورية، ومنها وقف إطلاق النار في غزة وتجريم ازدراء الأديان، إلا أن هذه المقترحات لم تُعتمد بسبب نظام التصويت المعقد، رغم حصولها على أعلى نسب تصويت.
وأكد سعادته أن نظام التصويت على البند الطارئ يعيق إيصال صوت الشعوب، ويفرغ الآلية من مضمونها، داعيًا إلى اصلاحه عبر اعتماد مبدأ "صوت واحد لكل دولة"، على غرار نظام التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بما يضمن المساواة والعدالة بين الدول الأعضاء.
وثمّن سعادته دور الاتحاد البرلماني العربي خلال العام الجاري في تعزيز المشاركة العربية في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي، ودعم ترشيح البرلمانيين العرب لشغل عضوية اللجان، داعيًا إلى توسيع هذا التعاون لدعم ترشيح الكفاءات العربية للمناصب القيادية في الاتحاد، وعلى رأسها منصب الأمين العام الذي سيشغر في أكتوبر المقبل، ومنصب الرئيس مستقبلًا، بما يعزز الحضور العربي في مؤسسات العمل البرلماني الدولي.
وينعقد المؤتمر الثامن والثلاثون للاتحاد البرلماني العربي بمشاركة رؤساء البرلمانات والمجالس التشريعية العربية، لبحث القضايا الإقليمية والدولية والتحديات المشتركة، وتعزيز العمل البرلماني العربي المشترك، والدبلوماسية البرلمانية في مواجهة المتغيرات العالمية.
وكان سعادة رئيس مجلس الشورى قد شارك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التي ترأسها سعادة السيد إبراهيم بوغالي رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري، رئيس المؤتمر.
وأكد بوغالي في كلمته خلال الجلسة، أن المؤتمر ينعقد في ظل تحديات معقدة وتحولات دولية كبرى، ما يستدعي تفعيل دور الاتحاد كمنبر للدفاع عن مصالح الأمة، وبلورة مواقف موحدة لمواجهة الأخطار والتأثير في القرار الإقليمي.
وأشار في كلمته إلى التطورات المأساوية في غزة، مؤكداً أن ما يجري إبادة مستمرة، وأدان في هذا الصدد استهداف وكالة الأونروا بهدف تصفية قضية اللاجئين، مجدداً التمسك بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف.
ودعا إلى تحرك برلماني عربي موحد يحاسب المجتمع الدولي ويكسر جدار الصمت، مشدداً على أن الحق الفلسطيني غير قابل للتنازل، مشددًا على ضرورة تفعيل الدبلوماسية البرلمانية لفضح جرائم الحرب، لافتًا إلى ضرورة الارتقاء بدور الاتحاد البرلماني العربي، وتجديد آليات العمل لمواكبة قضايا الأمن الغذائي، والعدالة المناخية، والأمن الرقمي، وتمكين النساء والشباب، مع توسيع الدبلوماسية البرلمانية، وتوحيد الجهود دفاعاً عن قضايا الأمة.
وأكد أن التضامن العربي ليس شعاراً بل التزاماً مسؤولاً، داعياً إلى تحويله إلى مواقف وقرارات عملية تعكس تطلعات الشعوب العربية، وتعزز العمل العربي المشترك.
شارك في أعمال المؤتمر سعادة الدكتور سلطان بن حسن الضابت الدوسري، وسعادة السيد محمد بن يوسف المانع، وسعادة السيد ناصر بن سالمين السويدي، وسعادة السيد عبدالله بن جابر اللبده، أعضاء مجلس الشورى، وسعادة السيد نايف بن محمد آل محمود، الأمين العام للمجلس، وسعادة السيد عبدالعزيز بن علي النعمة، سفير دولة قطر لدى الجزائر.