رئيس مجلس الشورى: قطر نموذج للتعايش السلمي ونشر قيم التسامح

12 مارس 2023




أكد سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى أن دولة قطر تُعد نموذجا للتعايش السلمي، فالشعب القطري متجانس يجمعه دين ولغة وثقافة وتاريخ واحد، وتحظى بقيادة رشيدة ترعى قيم التعايش والتسامح، حيث يعيش في قطر أشخاص من خلفيات ثقافية ودينية متنوعة، ويحملون جنسيات متعددة تفوق الـ80 جنسية، وتسود بينهم ثقافة التسامح وقبول الآخر.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سعادة رئيس مجلس الشورى، اليوم، في أعمال الجمعية العامة الـ 146 للاتحاد البرلماني الدولي، والمنعقدة في البحرين، تحت شعار "التعايش السلمي والمجتمعات الشاملة للجميع: محاربة التعصب".

وتطرق سعادته إلى جهود قطر في التصدي للعنف، وتعزيز لغة الحوار، ونشر قيم التسامح والاحترام، وتحقيق التعايش السلمي بين الأفراد والمجتمعات، مشيرا إلى أن قطر أطلقت العديد من المبادرات التي تدعم الحوار بين مختلف الثقافات والحضارات.

وأضاف  قائلا: "تأسيسًا على هذا الدور الريادي لدولة قطر حكومة وشعباً، تقدّم مجلس الشورى، باسم المجموعة البرلمانية العربية، بطلب إدراج موضوع تجريم ازدراء الأديان كبند طارئ على جدول أعمالكم تحت عنوان: "تجريم ازدراء الأديان وانتهاك دور العبادة والمقدسات، ونشر الكراهية بين الشعوب. والدعوة إلى تعزيز قيم التعايش والتسامح والسلام والأمن الدوليين".

كما شدّد سعادته على الدور الذي يلعبه البرلمانييون كممثلين للشعوب وماتقع عليهم من مسؤولية كبيرة في معالجة أسباب ودوافع التعصب، ومحاربة خطاب الكراهية، وتعزيز قيم التسامح والاندماج والتعايش السلمي، من خلال تبني سن التشريعات التي تعزز وتحافظ على تماسك النسيج الاجتماعي، وتجرم كل ما من شأنه إثارة النعرات القبلية والطائفية والدينية. ودعاهم والمجموعات الجيوسياسية في الاتحاد البرلماني الدولي إلى تبني التشريعات التي تحقق ذلك، عبر الدعوة لسن تشريع دولي يجرم ازدراء الأديان والمساس بالأماكن والمقدسات الدينية، من خلال دعم البند الطارئ.

وكان سعادة رئيس مجلس الشورى قد استهل كلمته بقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم "يا أيُّها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ". مذكراً الجميع بالمعاني السامية لهذه الآية الكريمة التي تؤكد على وحدة البشرية، التي خلقها الله من جنسين ذكر وأنثى هما قوام الحياة ويسود بينهم التعارف والتعايش، وهم يجتمعون في لقاء متجدد من اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي.

وعبّر سعادته عن أسفه لما يشهده العالم اليوم من عدم استقرار، وما تعاني أجزاء كبيرة فيه من نزاعات وصراعات، علاوة على تزايد التوترات والاشتباكات الحدودية، ونشوب الحروب بين عدد من الدول. منتقداً عجز المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية عن إنشاء منظومة تحقق الأمن والاستقرار، وإقامة العدل وحماية حقوق الإنسان، الأمر الذي انعكس على صعوبة تحقيق التعايش السلمي وتخفيف حدة العنف في مختلف المجتمعات، وانتشار خطاب الكراهية.

كما لفت سعادته إلى أن منطقتنا العربية تشهد بؤراً من التوترات وعدم الاستقرار وغياب الأمن. مؤكداً أنه "يأتي في مقدمة أسباب عدم الاستقرار واستمرار العنف، ما يمارسه الكيان المحتل في فلسطين العزيزة لما يزيد عن سبعة عقود، حيث ظل هذا الكيان سبباً رئيساً في حروب المنطقة والعنف الوحشي اليومي وانتشار الإرهاب، في ظل عجز المجتمع الدولي عن ردعه، أو تجريمه. منوها إلى تجرأ وزير في الحكومة الإسرائيلية مؤخراً على المطالبة في تصريح رسمي بمحو قرية "حوارة" الفلسطينية بالكامل، في تحريض على العنف أمام العالم أجمع".

ودعا المجتمعون والمنظمات البرلمانية للعمل من أجل وقف الاعتداءات السافرة على الشعب الفلسطيني، والدعوة لإصلاح أجهزة ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة المعنية.