بدء فعاليات الاجتماع التنسيقي الأول للجمعيات البرلمانية لمكافحة الإرهاب

13 ديسمبر 2021




بدأت في الدوحة اليوم، فعاليات الاجتماع التنسيقي الأول للجمعيات البرلمانية لمكافحة الإرهاب للمنظمات والاتحادات الدولية والإقليمية الذي ينظمه مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، ومجلس الشورى ويستمر ثلاثة أيام.

يهدف الاجتماع، الذي حضره عدد من أعضاء مجلس الشورى ويعقد ضمن أنشطة "مكتب برنامج الأمم المتحدة المعني بالمشاركة البرلمانية في منع الإرهاب ومكافحته" - ومقره الدوحة - إلى تبادل الخبرات حول الخطوات التي تتخذها الجمعيات والاتحادات والبرلمانات من أجل مكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف مع التركيز على النُهج الهيكلية والتشغيلية والموضوعية لوضع آلية شاملة ومنظمة ومستدامة لمكافحة هذه الظاهرة.

وبهذه المناسبة أكد سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى في كلمته التي ألقاها في بداية الاجتماع، أن هذا الحدث يعتبر الأول ضمن أنشطة "مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب" الذي تم افتتاحه رسمياً في يوليو من هذا العام بمدينة الدوحة، مشيرا إلى أن هذه الاستضافة تعبر عن توجهات القيادة الرشيدة والنظرة الثاقبة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله ورعاه" وسياسته الحكيمة في جميع المجالات وخاصة في مجال مكافحة الإرهاب، والعمل على تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والاستراتيجية العالمية الرامية إلى ذلك.

ونبه سعادته إلى أن استضافة دولة قطر لهذا المكتب تعتبر اعترافا عالميًا صريحاً بالجهود التي تبذلها دولة قطر في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، والقضاء على جميع أسبابه باعتباره عائقاً للتنمية المستدامة وتحدياً كبيراً للأمن والسلم الدوليين، مؤكدا في الوقت ذاته دعم مجلس الشورى في دولة قطر لأنشطة المكتب والذي ينتظره عمل كبير من خلال مساهماته في تجنيب البشرية الآثار السلبية لهذه الآفة التي تتسبب في هلاك الآلاف من الأبرياء، بالإضافة إلى ضياع الممتلكات.

وأوضح رئيس مجلس الشورى أن أهمية هذا المكتب تنبع من تغطية أنشطته جميع برلمانات العالم، وذلك بالتنسيق الكامل مع المنظمات والاتحادات البرلمانية الدولية والإقليمية. وبهذه الأنشطة سيكون المكتب مركزاً دولياً مختصاً في دعم البرلمانيين وبناء قدراتهم وتنسيق جهودهم وأعمالهم في ميدان مكافحة الإرهاب، كما سيتولى العديد من المهام ومنها: تعزيز المشاركة الشعبية بين البرلمانيين والمجتمعات المحلية والجهات الفاعلة في المجتمع المدني في المسائل المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وتعزيز التعاون بين البرلمانات بما في ذلك التعاون بين اللجان المعنية بمكافحة الإرهاب سواء على الصعيد الوطني أو الصعيدين الإقليمي والدولي.

وأضاف سعادته أن المكتب يهتم ببناء التفاهم والتوعية بالقضايا والتطورات السياسية ذات العلاقة بمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، وتقديم التوجيه للبرلمانيين بشأن سبل تيسير تنفيذ استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، وكذلك قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، إضافة إلى تيسير الحوار بين الحكومات والبرلمانات، والتعاون بينهما في كل ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وزيادة مشاركة النساء والشباب البرلمانيين في الجهود الرامية إلى قمع الإرهاب والتطرف العنيف، وزيادة التوعية في هذا الميدان.

وأعرب سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم عن أمله في أن يحقق هذا الاجتماع أهدافه المنشودة، بتطوير استراتيجية فعالة للتعاون والتنسيق من أجل القضاء على الإرهاب بجميع أشكاله وتجنيب البشرية ويلاته وأخطاره، وإنقاذ الأرواح البريئة والمنشآت، وتهيئة الظروف المواتية للتنمية المستدامة وتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

من جانبه أعرب سعادة السيد ماورو ميديكو نائب مدير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب عن تقديره لدور دولة قطر وقيادتها في مكافحة الإرهاب واستضافتها لمكتب برنامج الأمم المتحدة المعني بالمشاركة البرلمانية في منع الإرهاب ومكافحته، مقدما التهاني لدولة قطر على إتمام العملية الانتخابية لأول مجلس الشورى منتخب في البلاد بنجاح، ولسعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم بانتخابه رئيسا لهذا المجلس.

وأكد أن افتتاح هذا المكتب يعتبر تطورا هاما وإيجابيا في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب لما للبرلمانيين من دور فعال ومؤثر في مجال سن التشريعات والتعاون مع الحكومات في هذا المجال، مشيدا بدعم دولة قطر لجهود مكافحة الإرهاب حول العالم والدعم الكبير الذي يلقاه المكتب.

وأوضح سعادته الدور الكبير والحاسم للبرلمانيين في دعم تنفيذ آليات مكافحة الإرهاب على الصعيد الدولي من خلال تعزيز سيادة القانون، وحماية الإنسان والحقوق والحريات الأساسية، وإلغاء التشريعات التمييزية ووضع القوانين والاستراتيجيات وخطط العمل التي تكافح التمييز والتهميش والإقصاء، مشددا على أهمية مشاركة البرلمانات في معالجة الإرهاب والظروف المؤدية إليه وتخصيص الميزانيات وترجمة الالتزامات الدولية إلى أفعال على المستوى الوطني والتأكد من تنفيذها بشكل فعال.

وبين سعادة السيد ماورو ميديكو أن هذا الاجتماع هو الأول لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب (الدوحة) وأنه يهدف إلى وضع آليات التنسيق الدائم بين جمعيات واتحادات وبرلمانات الدول الأعضاء لمواجهة الإرهاب والتطرف العنيف مؤكدا حرص المكتب على أن تكون الاستجابة لمواجهة هذا التحدي العالمي شاملة ومنظمة ومستدامة من خلال التنسيق والتعاون المستمر.

وأضاف أن الاجتماع يركز على معرفة التهديدات الناتجة عن الإرهاب وتحليلها، والتحديات التي تواجه البرلمانيين، والآليات التي وضعتها البرلمانات لمواجهة هذه التحديات، وكيف يمكن تفعيل هذه الآليات والإجراءات، والدعم المشترك الذي يمكن تقديمه في هذا الإطار.

يشار إلى أنه قد تم افتتاح مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب المعني بالمشاركة البرلمانية في منع الإرهاب ومكافحته، وفقا لمذكرة التفاهم والاتفاق الموقع بين مجلس الشورى ومكتب مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، بإنشاء هذا المكتب ويكون مقره الدوحة ، وتغطي أنشطته كافة برلمانات دول العالم.

ومن ضمن مهام المكتب القيام بمبادرات مشتركة لدعم التنفيذ المتوازن للركائز الأربع لاستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وإجراء البحوث والتحليلات، والقيام بالأعمال المعيارية لدعم منع ومكافحة الإرهاب، بما في ذلك سن تشريعات جديدة في جميع أرجاء العالم والمساعدة في صياغة تشريعات وسياسات واستراتيجيات نموذجية لمكافحة الإرهاب تقودها البرلمانات.