مجلس الشورى يشارك في مؤتمر اتحاد مجالس الدول الإسلامية بجاكرتا

15 مايو 2025




شارك مجلس الشورى في أعمال الدورة التاسعة عشرة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، التي عُقدت في العاصمة الإندونيسية جاكرتا على مدى أربعة أيام، تحت شعار "حوكمة رشيدة ومؤسسات قوية كركائز للصمود"، بالتزامن مع الاحتفال باليوبيل الفضي لتأسيس الاتحاد.
ترأس وفد المجلس المشارك في المؤتمر، الذي افتتحه فخامة الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، واختتم أعماله اليوم، سعادة الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي، نائب رئيس المجلس، وضم الوفد كلاً من سعادة السيد سعد بن أحمد المسند، وسعادة السيد خالد بن عباس كمال العمادي، وسعادة السيد عيسى بن أحمد النصر، أعضاء المجلس.
وفي كلمتها خلال الجلسة العامة، أكدت سعادة نائب رئيس مجلس الشورى أن دولة قطر، وبتوجيهات من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله"، تواصل جهودها الدبلوماسية والإنسانية لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني، بالتنسيق مع جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية، رغم ما تواجهه من حملات تشكيك من قبل الكيان المحتل. وشددت على ثبات الموقف القطري ودعمه الراسخ للحقوق الفلسطينية، مستعرضة دور قطر في الوساطات الدولية، وثقة المجتمع الدولي في نزاهتها وحيادها.
كما استعرضت سعادتها جهود قطر في تعزيز التعايش السلمي وتحالف الحضارات، من خلال استضافة المؤتمرات الدولية وإنشاء مراكز متخصصة تُعنى بحوار الأديان.
وأكدت أهمية اضطلاع البرلمانات الإسلامية بدور أكبر في مناصرة القضايا العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والدفاع عن الشعوب المسلمة التي تواجه الاحتلال والتمييز، داعية إلى بناء مؤسسات قوية، وترسيخ الحوكمة الرشيدة، وتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، وتمكين الشباب والنساء، وتعزيز المشاركة السياسية كوسيلة فعالة لمعالجة جذور التطرف والعنف.
وصدر عن المؤتمر "إعلان جاكرتا" الذي شدد على مركزية قضية الفلسطينية، مطالباً بوقف العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، والإفراج الفوري عن المعتقلين الفلسطينيين، ورفض محاولات التهجير أو ضم الأراضي المحتلة.
 كما أكد الإعلان على دعم حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية، ودعا إلى فرض عقوبات على إسرائيل، وملاحقة مرتكبي الجرائم بحق الفلسطينيين أمام القضاء الدولي، مؤكداً ضرورة استمرار تقديم الدعم الإنساني عبر الهيئات الأممية، وعلى رأسها "الأونروا".
وأشار الإعلان إلى أهمية تعزيز الحوكمة الرشيدة وبناء مؤسسات قوية في الدول الأعضاء، باعتبارها ركيزة أساسية لتحقيق التنمية والاستقرار ومواجهة التحديات، مشدداً على تبني مبادئ الشفافية والمساءلة وسيادة القانون، وتفعيل الدور الرقابي للبرلمانات، وتوسيع المشاركة الشعبية في صنع القرار، بما يسهم في رفعة المجتمعات الإسلامية وتحقيق تطلعات شعوبها.
وكانت سعادة نائب الرئيس قد شاركت في الاجتماع التشاوري للمجموعة العربية، الذي خُصص لمناقشة ترشيحات الدول العربية للمناصب الشاغرة في اللجان الدائمة للاتحاد، كما شاركت في الدورة الثانية عشرة لمؤتمر البرلمانيات المسلمات، حيث شددت في مداخلتها على مسؤولية البرلمانيات في سنّ تشريعات تحمي النساء المتضررات من النزاعات، مشيرة إلى أن العدوان الإسرائيلي على غزة أسفر عن سقوط عشرات الآلاف من الشهداء، معظمهم من النساء والأطفال.
وعلى صعيد اجتماعات لجان الاتحاد، فقد شارك سعادة العضو سعد بن أحمد المسند في الاجتماع الرابع للجنة الأقليات والمجتمعات المسلمة، حيث دعا إلى تحرك جماعي منظم تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي لحماية الأقليات المسلمة في الدول غير الأعضاء، في ظل ما تتعرض له من مظالم ممنهجة وانتهاكات مستمرة.
وفي الاجتماع الحادي عشر للجنة الدائمة للشؤون السياسية والعلاقات الخارجية، الذي عُقد ضمن أعمال المؤتمر، وشارك فيه كل من سعادة السيد سعد المسند وسعادة السيد خالد العمادي، أكد المسند أن تصاعد الأزمات السياسية والأمنية في العالم الإسلامي يتطلب توحيد الصفوف وتعزيز العمل السياسي المشترك، مشدداً على التزام دولة قطر بسياستها الخارجية القائمة على احترام سيادة الدول، ورفض التدخل في شؤونها الداخلية، والاحتكام إلى الحوار كوسيلة لحل النزاعات.
كما شارك سعادة العضو خالد بن عباس كمال العمادي في الاجتماع الثالث عشر للجنة فلسطين، حيث أشار في مداخلته إلى أن القضية الفلسطينية تمر بمنعطف حرج وخطير في ظل استمرار العدوان على قطاع غزة، داعياً إلى تحرك برلماني إسلامي موحد لوقف المجازر في غزة، وللتصدي لمحاولات تهويد القدس وطمس الهوية الفلسطينية.
وقد شارك وفد مجلس الشورى في الدورة السادسة والعشرين للجنة العامة للاتحاد، التي ترأستها سعادة السيدة بوان مهاراني، رئيسة مجلس النواب الإندونيسي، حيث جرى انتخاب أعضاء هيئة مكتب الجمعية، واعتماد تقريري اللجنة التنفيذية للاجتماعين الثاني والخمسين والثالث والخمسين، فضلاً عن استعراض تقرير الأمين العام للاتحاد. 
وكان سعادة العضو عيسى بن أحمد النصر قد شارك في الاجتماع التنسيقي للمجالس التشريعية الخليجية، الذي ناقش تنسيق المواقف بشأن جدول أعمال اللجنة التنفيذية واللجنة العامة. 
وعلى هامش أعمال المؤتمر، اجتمعت سعادة نائب رئيس مجلس الشورى مع سعادة السيدة بوان مهاراني، رئيسة مجلس النواب الإندونيسي، حيث بحث الجانبان سبل تعزيز التعاون البرلماني، وتنسيق المواقف في المحافل الدولية، إلى جانب مناقشة مستجدات القضية الفلسطينية. كما اجتمعت سعادتها مع سعادة السيد محمد قريشي نياس، الأمين العام لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، حيث استعرضا العلاقات الثنائية وسبل التعاون بين الجانبين، بالإضافة إلى الموضوعات المدرجة على جدول أعمال المؤتمر.
كما اجتمعت سعادتها مع سعادة السيد أحمد سعد الدين، نائب رئيس مجلس النواب المصري، وسعادة السيد رافائيل حسينوف، نائب رئيس الجمعية الوطنية بأذربيجان، حيث استعرض الاجتماعان عددًا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب استعراض آفاق علاقات التعاون، وسبل تعزيزها.
واجتمعت سعادتها أيضًا مع سعادة السيد عثمان بوغوما، رئيس المجلس التشريعي الانتقالي ببوركينا فاسو، وسعادة السيد أبا بكر تامبيدو، عضو البرلمان في جمهورية السنغال، وقد تطرق الاجتماعان إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.