رئيس مجلس الشورى يؤكد رفض دولة قطر لأي تصعيد عسكري في المنطقة

24 سبتمبر 2019




عبر سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى عن قلق دولة قطر إزاء التوترات التي تشهدها منطقة الخليج في هذه الآونة، مؤكدا رفض قطر لأي تصعيد عسكري في المنطقة، ومشددا على أن العالم لا يتحمل أن يرى مواجهة من أي نوع في هذه المنطقة.

وأوضح سعادته في كلمة ألقاها أمام أعمال الاجتماع الرابع لرؤساء البرلمانات الأوروبية الآسيوية "أوراسيا" اليوم، بالعاصمة الكازاخية نور سلطان، أن دولة قطر من دعاة ضبط النفس لأقصى درجة والامتناع عن القيام بأي عمل عسكري وحل أي خلاف بالحوار والالتزام بمبادئ القانون الدولي الإنساني لأن غير ذلك سيؤدي إلى عواقب كارثية على الاستقرار في المنطقة.

وقال سعادته إن 29 بالمئة من صادرات النفط العالمية تمر عبر هذه المنطقة وأية زعزعة للاستقرار في إمدادات هذه الطاقة لن يؤثر فقط على المنطقة بل على العالم بأسره، ولن يكون في مصلحة أي طرف.

وشدد سعادة رئيس مجلس الشورى على أن دولة قطر ظلت تنادي بحل الخلافات الحالية في المنطقة عبر الحوار والطرق السلمية والتمسك بمبادئ حسن الجوار واحترام سيادة الدول وهو شعار الاجتماع الرابع لرؤساء برلمانات دول "أوراسيا"، مشيرا في نفس الوقت إلى إدانة دولة قطر الهجمات وبالأخص على المرافق الحيوية والمدنية في المنطقة أو في أي مكان.

ومن جهة أخرى تحدث سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى في كلمته أمام أعمال الاجتماع الرابع لرؤساء البرلمانات الأوروبية الآسيوية "أوراسيا"، عن الحصار الذي تعرضت له دولة قطر منذ الخامس من يونيو عام 2017 وحتى الآن، وقال إن دولة قطر تعرضت لحصار جائر فرض عليها من دول مجاورة بذرائع كاذبة ومن خلال فبركات وقرصنة إلكترونية، ومن خلال سوء استغلال للتقنية السيبرانية والمعلوماتية الحديثة.

وقال "انه مع استمرار هذه الأزمة وتزايد انتهاكات حقوق الإنسان للمواطنين القطريين والمقيمين في قطر، أود أن أجدد التأكيد لدعوتنا لتوثيق التعاون والتنسيق في أوراسيا حول قضايا الأمن السيبراني، بما في ذلك اتخاذ تدابير بناء الثقة في وضع السياسات ومبادرات بناء القدرات، ومواصلة دعم الدعوة التي أطلقها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى من الأمم المتحدة لتنظيم واستضافة مؤتمر دولي حول الأمن السيبراني".

كما استعرض سعادة رئيس مجلس الشورى أهمية الاجتماع الرابع لرؤساء البرلمانات الأوروبية الآسيوية في مدينة نور سلطان والذي يضم ممثلي الشعوب ونوابهم في دول أوراسيا والذين اجتمعوا للبحث عن أفضل السبل التي يمكننا من خلالها جعل أوراسيا قارة كبرى ومنارة بارزة في مجال التنمية المستدامة والانطلاق بها نحو المستقبل عبر الحوار والشراكة الفاعلة القائمة على الثقة.

وقال "إن أهمية هذا الاجتماع تنبع من تزامنه مع اليوبيل الفضي لإطلاق مبادرة المنتدى الأوروآسيوي التكاملي التي أطلقها الرئيس الأول زعيم الأمة لجمهورية كازاخستان نورسلطان نزاربييف في عام 1994، مشيرا الى انه تقديرا لجهوده ومبادرته نلتقي اليوم في العاصمة التي تحمل اسمه واستمعنا بكل تقدير لما طرحه اليوم من رؤى وأفكار لما فيه خير البشرية".

وأكد سعادته "ان مشاركة مجلس الشورى في هذا الاجتماع تأتي في إطار الجهود التي تبذلها دولة قطر من أجل تحقيق التوافق والتعاون الآسيوي في ظل رئاستها لحوار التعاون الآسيوي لعام 2019 وتعزيز التعاون الدولي في المجال البرلماني الذي في إطاره استضافت الدوحة الاجتماع الأربعين بعد المئة للجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي والاجتماعات المصاحبة لها، خلال الفترة من السادس إلى العاشر من إبريل الماضي، والتي شهدت أكبر تجمع نوعي وعددي غير مسبوق في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي، والتي خاطب خلالها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى (حفظه الله) في جلسة افتتاحها بكلمة شاملة أكد فيها أن لا عدالة دون سيادة القانون، وأن أمننا واستقرارنا وازدهارنا مرتبط باستقرار الدول الأخرى، وأن التعليم أساس نهضة الأمم، حيث حظيت هذه الاجتماعات أيضا باهتمام عالمي بسبب مخرجاتها حول التعليم والسلام والديمقراطية".

وقال سعادة رئيس مجلس الشورى في معرض كلمته، "إنه وبالرغم من أن قارتنا تزخر بكل مقومات النمو والازدهار والتكامل، ورغم التزام أعضاء هذا المنتدى بتحقيق التنمية المستدامة والتكامل الاقتصادي وتحرير التجارة وفق العديد من المعاهدات والمؤتمرات الاقليمية والدولية، إلا أن هناك العديد من العوائق تحول دون أن نصبح كيانا اقتصاديا موحدا ومنها عدم التوازن بين المكونات التنموية لهذه المنظومة، والاتجاه المتزايد نحو الاقليمية، واختلاف الأنظمة الاقتصادية في دولها، وفوق ذلك كله المهددات الأمنية وعدم الاستقرار، بسبب بعض الخلافات والنزاعات بين بعض دول القارة".

كما أكد أن هناك العديد من القضايا التي مازلنا نعاني منها في منطقتنا ومنها القضية الجوهرية التي مازالت قائمة منذ سبعة عقود بلا حل وهي القضية الفلسطينية، وما زلنا نعاني من جراء الاحتلال والعدوان الاسرائيلي، وعدم انصياع إسرائيل للقرارات الدولية ورفضها لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مما أدى إلى عدم الاستقرار ونمو الارهاب في المنطقة وتوالي الحروب وزعزعة أمن دول الجوار واحتلال أراضيها مما يشكل تهديدا للأمن والسلم الدوليين.

وفي كلمته عبر سعادة رئيس مجلس الشورى عن شكره وأعضاء مجلس الشورى في دولة قطر المشارك في أعمال هذا الاجتماع الرابع لرؤساء برلمانات أوروبا وآسيا (أوراسيا)، لجمهورية كازاخستان الصديقة رئيسا وبرلمان وشعبا، ولسعادة الأخ "اورلان نغماتولين" رئيس مجلس البرلمان في جمهورية كازاخستان على الدعوة الكريمة وحسن الوفادة والاستقبال وجودة الإعداد والتنظيم لأعمال الاجتماع ولأنشطته المختلطة الموازية.

كما عبر عن شكره لسعادة السيد "مون هي سانغ" رئيس الجمعية الوطنية في جمهورية كوريا رئيس الجلسة، وسعادة السيد "فياتشيسلاف فولودين" رئيس مجلس الدوما (الدولة) في روسيا الاتحادية على جهودهما، ووقوفهما وراء إطلاق المبادرات الهامة وبذل كل المساعي الممكنة لتحقيق التعاون بين شعوب ودول المنطقة من خلال التعاون البرلماني.

وعبر كذلك عن تمنياته بالتوفيق لهذا الاجتماع في الخروج بقرارات لعلاج جذور المشاكل، "وأن يكون هدفنا جميعا هو العمل من أجل تحقيق الأمن والسلام والتنمية المستدامة لشعوب القارة الأوروبية والآسيوية ومن ثم العالم بأسره".