رئيس مجلس الشورى يؤكد أن قطر سباقة في المطالبة بمناقشة جذور المشاكل التي يعاني منها العالم

13 مارس 2019




أكد سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى أن دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله" ، كانت ومازالت سباقة في المطالبة بمناقشة جذور المشاكل التي يعاني منها العالم وايجاد الحلول لها ورفض اهانة كرامة الانسان بكافة أشكالها وصورها بغض النظر عن دوافعها واهدافها.

وقال سعادته في كلمة القاها في الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الرابعة عشر لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي المنعقدة في المملكة المغربية، إن دولة قطر ترى ان احترام القيم الانسانية وصيانة حقوق الشعوب ستجعل المنطقة آمنة ومهيأة للنمو والتطور ومن ثم تحقيق الامن والسلام لدولنا وشعوبنا الاسلامية.

واشار الى أن دولة قطر واسهاما منها في تحقيق الامن والسلام في بلداننا الاسلامية وفي العالم اجمع، فقد تولت القيام بمبادرات عديدة في مجال نشر التعليم من خلال توفير ملايين الفرص التعليمية للبنات والبنين كتوفير التعليم لمليون فتاة كجزء من خطة تصل الى توفير التعليم لخمسة ملايين فتاة في مناطق النزاعات فضلا عن توفير ما يربو على المليون وظيفة للشباب من خارج قطر بهدف قطع الطريق امام انخراطهم في اعمال العنف او اللجوء للهجرات غير الشرعية عبر صناديق تحت رعاية الامم المتحدة .

كما لفت الى أن دولة قطر اطلقت صندوقا خاصا لتغطية تكاليف عودة المهاجرين من ليبيا الى بلدانهم الاصلية ودمجهم في الحياة العامة في بلدانهم وفق اتفاق مع مفوضية الاتحاد الافريقي والامم المتحدة .

وفي هذا السياق دعا سعادة رئيس مجلس الشورى جميع البرلمانات الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي لايلاء هذه القضية اهمية قصوى لان عدم احتضان هؤلاء الشباب وتوفير الحياة الكريمة لهم سيكون هدرا لطاقاتهم وتهديدا خطيرا للاستقرار في بلدانهم.

كما جدد سعادته التأكيد على ان دولة قطر تظل دوما متمسكة بموقفها الثابت من القضية الفلسطينية القائم على قرارات الشرعية الدولية المتمثلة في كفالة الحقوق الفلسطينية واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس باعتبارها قضية العرب والمسلمين الاولى.

وشدد على انه مهما حاول البعض الالتفاف على القضية الفلسطينية وتمييعها بهدف وأدها فإن الرهان على ذلك رهان خاسر لأن الكيان المحتل سيجد نفسه يوما ما ومهما طال الزمن في مواجهة مع الشعب الفلسطيني ومن وراءه الامتين العربية والاسلامية وجميع احرار العالم اذا لم يرتض بقرارات الشرعية ويجنح للسلام.

واعرب عن أمله بأن يكون استهداف القدس دافعا لتوحيد كلمتنا للنهوض من اجل صون حقوقنا ومقدساتنا في فلسطين والوقوف بصلابة ضد المشاريع الخطيرة التي تستهدف هويتنا وضد الحرب الاعلامية التي تقودها الجهات التي تريد تشويه صورة الاسلام والمسلمين.

وجدد سعادته الدعم لكل المبادرات التي يقوم بها الاتحاد من اجل حماية الاقليات المسلمة وبوجه خاص اقلية الروهينغا المسلمة في ماينمار، مطالبا برد حقوقهم الشرعية ومعاقبة مرتكبي المجازر التي ارتكبت والانتهاكات الاخرى العديدة في حقهم .

كما دعا مجددا الى الاهتمام بحماية اللاجئين والنازحين السوريين الذين ظلوا لاعوام عديدة يعانون من ويلات الحروب.

وفي معرض كلمته اوضح سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى أن المؤتمر المنعقد اليوم يلتئم في ظل توترات يشهدها عدد من الدول العربية والاسلامية وفي ظل تصعيد ينذر بانفجار جديد للأوضاع في الاراضي المحتلة جراء لجوء الكيان المحتل لمواجهة الفلسطينيين بشتى صنوف البطش والقهر مما يجعل منها افعال ترقى لجريمة حرب تخضع للمساءلة الدولية وتستدعي توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في ظل سياسية الامر الواقع التي يمارسها الاحتلال على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي.

وشدد على ان الواجب الاخلاقي يقتضي ايلاء هذه القضية جل اهتمامنا وان نسخر كل جهودنا لإيجاد سبل دعمها.. داعيا لتشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق في جرائم الكيان المحتل.

كما لفت سعادته الى ان عدد من البلاد الاسلامية تواجه اليوم كثيرا من التحديات ومنها انخفاض معدلات النمو والبطالة وتفشي الامية والنزوح والهجرة وعدم الاستقرار ، كما يتعرض ملايين المسلمين لشتى صور الظلم والقهر اما بسبب الاضطهاد او من جراء الحروب وتملأ صور معاناتهم شاشات الاخبار لتعكس اسوأ صور الظلم وغياب العدالة وهذا ما يزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة ويفاقم من اندلاع الحروب والتدخلات الخارجية.

وأكد انه في سبيل الخروج من هذا النفق الحالك ينبغي ان تتجه استراتيجيتنا بعد التوكل على الله نحو الاهتمام بشعوب امتنا وبوجه خاصة بشريحة الشباب، كما يجب علينا ان نوفر لهم فرص العمل والحياة الكريمة حتى يتسنى لهم العيش في استقرار وامن وسلام.

وأوضح انه لبلوغ هذا الهدف يقتضي الامر الحرص على الحفاظ على كفالة الامن والسلم الدوليين وحل النزاعات بالطرق السلمية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وعدم استخدام القوة او التهديد بها الا وفقا لقرارات الامم المتحدة.

واشار في هذا الاطار الى انه تم مؤخرا انتخاب مدينة الدوحة عاصمة للشباب الاسلامي 2019 بعد مدينة القدس الشريف التي كانت عاصمة للشباب الاسلامي في 2018 من قبل منتدى شباب التعاون الاسلامي بمنظمة التعاون الاسلامي.

وفي كلمته جدد سعادة رئيس مجلس الشورى الدعوة للمشاركين في المؤتمر للمشاركة في اعمال الجمعية العامة الاربعين بعد المائة للاتحاد البرلماني الدولي والاجتماعات المصاحبة لها والتي تستضيفها دولة قطر خلال الفترة من 6 الى 10 ابريل المقبل.

ودعا في هذا الاطار الى المشاركة بفاعلية في اجتماعات الجمعية العامة لعرض البنود التي تهم المجموعة الاسلامية ودعمها في تلك الاجتماعات، وقال "نتطلع الى لقائكم قريبا في بلدكم الثاني دولة قطر بلد الامن والسلام".

وكان سعادة رئيس مجلس الشورى قد اعرب في بداية كلمته عن شكره الجزيل للمملكة المغربية الشقيقة حكومة وشعبا وعلى رأسهم جلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة "حفظه الله" على رعايته لهذا المؤتمر وعلى استضافتهم للدورة الرابعة عشرة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي.

كما عبر عن شكره لسعادة السيد الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب في المملكة المغربية الشقيقة ولاعضاء مجلس النواب ولسعادة السيد عبدالحكيم بن شماس رئيس مجلس المستشارين في المملكة المغربية ولاعضاء مجلس المستشارين ولامانة اتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي على دعوتهم الكريمة وعلى حسن الاعداد لهذه الدورة الهامة.

كما توجه بالشكر الجزيل لسعادة الدكتور على لاريجاني رئيس الدورة السابقة للاتحاد ورئيس مجلس الشورى في الجمهورية الاسلامية الايرانية على ما بذله من جهد مشكور في اعمال الدورة السابقة، متمنيا للدورة الحالية برئاسة سعادة السيد الحبيب المالكي التوفيق والنجاح في اعمالها والتوصل الى مقررات تصب في مصلحة القضايا الاسلامية والعمل الاسلامي المشترك.