رئيس مجلس الشورى يؤكد ان رؤية القيادة الحكيمة في دولة قطر تؤمن بحل النزاعات بالطرق السلمية

17 يناير 2019




قال سعادة السيد أحمد بن عبد الله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى انه ايمانا من دولة قطر بأهمية تسوية النزاعات بالطرق السلمية فقد كانت رؤية القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، ومن قبله صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظهما الله، تركز على أهمية استعادة العلاقة السلمية في المجتمع حيث يأمن فيها الجميع العيش المشترك في كنف الحرية والكرامة . 

جاء ذلك في كلمة القاها سعادته خلال مشاركته في مؤتمر "رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي" حول تجارب المصالحات الوطنية التي أفضت إلى تحقيق الاستقرار السياسي والسلم الاجتماعي وبناء السلام، الذي افتتحت اعماله في مدينة الرباط المغربية اليوم. 
  
واضاف سعادة رئيس مجلس الشورى انه وفقا لهذه الرؤية واتساقاً مع القيم الإنسانية والإرث الثقافي القطري، فقد آلت دولة قطر على نفسها بذل كافة المساعي الممكنة للمساهمة في تحقيق الأمن والسلام في المنطقة من خلال جمع الفرقاء وتحقيق المصالحات ، لأن إستقرارها وأمنها جزء من أمن وإستقرار المنطقة.
   
واشار الى ان الدوحة أصبحت مدينة المصالحات ومنبراً لاجتماعات فرقاء السودان ولبنان وليبيا، وفلسطين واليمن وأفغانستان ، وحققت العديد من التسويات الناجحة بسبب مصداقيتها ، وشفافيتها ، ولوقوفها على مسافة واحدة من جميع الأطراف ، وعملت على خطوط متوازية لتلبية الاحتياجات الإغاثية ودعم مشاريع الإنعاش المبكر ، وإعادة الإعمار والدفع بعملية التنمية لتوفير سبل الاستقرار ، وتوفير الحياة الكريمة لدعم مسار السلام .
   
كما لفت سعادته الى الدور القطري المتواصل في تحقيق سلام دارفور في السودان ، في إطار اللجنة الوزارية العربية - الأفريقية المعنية بحل النزاع ، وبالتعاون الوثيق مع الوسيط المشترك للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة. 
   
وقال ان جهود دولة قطر أثمرت باعتماد وثيقة الدوحة للسلام في دارفور التي تضمنت من بين شروط التسوية الأخرى ، بنوداً عن المصالحة وإجراء الحوار الدارفوري- الدارفوي من أجل طي صفحة النزاعات القبلية ورتق النسيج الاجتماعي .. موضحا ان هدف دولة قطر في هذا الإطار كان هو الوقف الفوري للعنف للوصول إلى حالة من الاستقرار ، وحل مسألة اقتسام السلطة والثروة ، وإصلاح المؤسسات الاجتماعية القائمة ، ودعم ثقافة السلام وتخفيف معاناة الضحايا . 
   
 وقال ان دولة قطر اعتبرت المصالحة بهذا المعنى طوراً من أطوار عملية شاملة لتحقيق السلام في مجتمع افتقده لسنوات ، على ثلاث مراحل وهي وقف أعمال العنف ، وحل النزاع بمعالجة مسبباته ، ومن ثم معالجة الآثار الناجمة عن النزاع .
   
واكد سعادة رئيس مجلس الشورى إن المصالحات الوطنية في البلاد العربية والافريقية تحتاج إلى إرادة سياسية قوية من كل الأطراف الفاعلة، كما تتطلب التفكير المنفتح الذي يقبل الآخر عملاً بالقاعدة التي تقول بأن ما يجمع أبناء البلد الواحد أكبر بكثير مما يفرقهم ، كما أن انشغال القوى السياسية الوطنية ببعضها يتيح المجال أمام الأجندات والتدخلات الخارجية الضارة .
   
وشدد على انه اية مصالحة ناجحة تود البقاء لا بد أن تركز على الاعتراف بحق الضحايا وردّ الاعتبار لهم في إطار العدالة الانتقالية وضمان عدم تكرار المعاناة بحقهم، وإحالة واضحة للمسؤوليات ، ضمن سياق استراتيجي يهدف إلى الانتقال إلى مرحلة الاستقرار والوئام .

ولكن يبقى أمر في غاية الأهمية لكي تأخذ المصالحة الوطنية مداها وهو أن تصبح هذه المصالحة ثقافة دائمة عند جميع مكونات المجتمع وأن تحل هذه الثقافة محل ثقافة الإقصاء والتهميش وإلغاء الآخر .
   
واشار سعادته الى انه في إطار مساعي دولة قطر للمساهمة في تفعيل دور الدبلوماسية البرلمانية في قضايا الأمن والسلام الدوليين سوف تستضيف الدوحة خلال الفترة من 6 إلى 10 إبريل القادم اجتماع الدورة الأربعين بعد المائة للجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي والإجتماعات المصاحبة له.
    
وفي معرض كلمته قال سعادة السيد أحمد بن عبد الله بن زيد آل محمود ان المؤتمر المنعقد اليوم يأتي في إطار تطبيق برنامج عمل رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي والتي تمت المصادقة عليه في مؤتمرها العاشر هنا في المغرب في عام 2017 والمتضمن لموضوعات متعددة منها جهود بناء السلام وحل النزاعات والعدالة الانتقالية في أفريقيا والعالم العربي . 
   
واضاف ان المؤتمر يأتي بالتزامن مع مساعي المصالحات والحوارات الجارية اليوم في منطقتنا العربية والأفريقية من أجل إعادة الوئام فيها حيث تستمد محاورها من حاجة المنطقة لوسائل وجهود وآليات تجمع الفرقاء وتشيع مفهوم التسامح ونبذ الفرقة بين أبناء الشعب الواحد .
   
واكد سعادته على ان  مفاهيم التسامح والتصالح والإخاء والدعوة للسلام تنادي بها كافة الأديان السماوية والأعراف القبلية ويقر بها جميع حكماء وفلاسفة وعلماء الاجتماع ، إذ بها يُصان الأمن ويتحقق التعايش وتزدهر الحضارات ، وفي غيابها يسود الظلم والجور ، وتستباح الدماء ، وتهدم مقومات الحضارة والمدنية .
   
كما اوضح ان المؤتمر يأتي ايضا في إطار تقييم نماذج المصالحات الوطنية التي تمت والإستفادة منها لإختيار أنجح الوسائل لتحقيق المصالحات وكفالة ديمومتها.. مشيرا الى ان التجارب دلّت بأن الفشل في إقامة الدولة الحديثة يؤدي إلى انهيار أسس الدولة الوطنية لتصبح القبيلة والفوارق الإثنية والطائفية والمذهبية هي الأوعية المشكّلة للانتماء في مجتمعاتنا العربية والإفريقية ، مما يقتضي ضرورة ردّ الاعتبار للدولة الوطنية التي يجب أن تقوم على مفهوم المواطنة ، وهذا ما جعل مفهوم المصالحة يحتل حيزاً كبيراً من الاهتمام كأسلوب مرغوب فيه لتسوية الصراعات والتوترات الداخلية .
    
 وتقدم سعادة رئيس مجلس الشورى في ختام كلمته بالشكر لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة واهتمامه واهتمام المغرب العزيز لهذا الموضوع الهام من المصالحات في العالم العربي وافريقيا.
   
 وعبر سعادته عن شكره لرئاسة وأمانة رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي والمجلس الوطني لحقوق الانسان في المغرب على الدعوة الكريمة وعلى حسن الإستقبال والإعداد الجيد لأعمال الندوة.
     
 وكان مؤتمر "رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في افريقيا والعالم العربي" قد افتتح اعماله اليوم في مقر مجلس المستشارين في الرباط بالمملكة المغربية في وقت سابق اليوم .

وتقام الاجتماعات الحالية التي افتتح اعمالها السيد عبدالحكيم بن شماس رئيس مجلس المستشارين بالمملكة المغربية رئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في افريقيا والعالم العربي " حول تجارب المصالحات الوطنية التي افضت الى تحقيق الاستقرار السياسي والسلم الاجتماعي وبناء السلام" .
       
وتناقش الجلسات التي تستمر يومين عددا من المحاور الهامة حول المصالحة من منظور العدالة الانتقالية منها المحمور الاول التجارب المقارنة "التجارب العربية، التجارب الافريقية، تجارب امريكا اللاتينية" والمحور الثاني تجارب المصالحات:نتائج وتحديات "التجربة المغربية، التجربة التونسية، تجربة جنوب افريقيا، تجربة السلفادور" والمحور الثالث دور البرلمانات في تدعيم مسارات المصالحة.. بالإضافة الى المحور الرابع دور المؤسسات الوطنية في مسارات المصالحة وضمانات عدم التكرار .
     
 حضر افتتاح المؤتمر عدد من أعضاء مجلس الشورى وسعادة السيد خالد بن محمد الدوسري القائم بأعمال بالانابة في سفارة دولة قطر لدى المغرب.