رئيس مجلس الشورى: الخطاب السامي في افتتاح مجلس الشورى بيّن إنجازات البلاد وعَكَس حكمة القيادة في رسم ملامح المستقبل

24 أكتوبر 2023




أكد سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، أن الخطاب السامي لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى " حفظه الله"، في افتتاح دور الانعقاد العادي الثالث من الفصل التشريعي الأول الموافق لدور الانعقاد السنوي الثاني والخمسين، اليوم، بيّن الإنجازات التي تحققت للبلاد على الصعيدين الداخلي والخارجي، وعَكَس حكمة سمو الأمير في رسم ملامح المستقبل.

وقال سعادته في بداية الكلمة التي ألقاها بمناسبة افتتاح دور الانعقاد الجديد لمجلس الشورى" بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن إخواني وأخواتي أعضاء مجلس الشورى، يشرفني أن أرحب بسموكم الكريم في هذا الصرح الوطني الشامخ الذي يزدان سنوياً بتشريفكم له، وأن نرفع لسموكم أسمى آيات الشكر والتقدير لتفضلكم اليوم بافتتاح دور الانعقاد العادي الثالث من الفصل التشريعي الأول الموافق لدور الانعقاد السنوي الثاني والخمسين لمجلس الشورى". 

وأشار سعادته إلى أن المجلس وكعادته كل عام، يتطلع للاستماع إلى الخطاب السامي، منوهًا بما تضمنه الخطاب من تأكيد على السير بخطى ثابته نحو تحقيق التنمية الشاملة وفق أهداف وركائز رؤية قطر الوطنية 2030.

وتطرق سعادة رئيس مجلس الشورى في كلمته، إلى ما تشهده البلاد من إقبال كبير من قبل الزوار من مختلف مناطق العالم، وذلك في أعقاب استضافتها لبطولة كأس العالم، والتي مكّنت من إبراز الوجه الحضاري لدولة قطر، وعكست عاداتها وقيمها العريقة، وطبيعة شعبها المرحب بالجميع.

ونوه سعادته، بالتطور الكبير والمنجزات الضخمة في مشاريع البنية التحتية، بجانب التوسع الكبير في مشاريع الطاقة والصناعات المرتبطة بها، سعيًا لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وهو ما جعل من قطر دولة جاذبة للاستثمار.

 ولفت سعادة رئيس المجلس، إلى استضافة البلاد لمعرض إكسبو للبستنة، كأول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تستضيف هذا الحدث العالمي، مشيرًا إلى أن استضافة هذا الحدث المهم تؤكد مكانة قطر وثقة المجتمع الدولي فيها كبلد يدعم جهود مكافحة التصحر واستخدام تقنيات الزراعة الحديثة. 
   
وفي جانب الدبلوماسية القطرية، أوضح سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى في كلمته، أن الدبلوماسية القطرية حققت، وفق توجيهات القيادة الرشيدة، نجاحًا ملموسًا في مساعيها التوفيقية الحميدة لتقريب مواقف الفرقاء في مناطق النزاعات والحروب، عبر وساطاتها وتأكيدها الدائم على أن الحوار هو السبيل الأمثل لحل كافة الخلافات. وتابع قائلاً "وهو ما قوبل بإشادة واسعة، عبرت عنها الوفود البرلمانية التي التقينا بها، ولمسناها أثناء مشاركاتنا في مختلف المحافل البرلمانية". 

وفيما يتعلق بالتضامن العربي، أشار سعادته أن ما قدمته قطر من أشكال الدعم الممكن للأشقاء في فلسطين وسوريا والسودان واليمن ولبنان وغيرها، منوهًا بالمساعدات التي قدمتها البلاد للدول الشقيقة والصديقة، والوقوف إلى جانبها في المحن التي ألمت بهم، مؤكدًا أن ذلك يؤكد مكانة قطر ودورها الريادي كعضو فاعل في المجتمع الدولي.

وفي شأن الأراضي الفلسطينية المحتلة، حمّل سعادة رئيس مجلس الشورى سلطة الاحتلال وحدها، ما تشهده الأراضي المحتلة من تصعيد وصفه بالخطير، وما أدى إليه ذلك من سقوط آلاف الضحايا بين شهيد وجريح ومفقود، مستنكرًا الصمت الدولي المطبق وانحياز بعض الدول للطرف المعتدي.
 
وتابع سعادته قائلاً "إننا يا صاحب السمو ننوه بما تؤكدون عليه دومًا من ضرورة توفير الحماية لأشقائنا الفلسطينيين، وإلزام حكومة الاحتلال بوقف العدوان وتنفيذ أحكام القانون الإنساني الدولي وكافة المواثيق وقرارات الشرعية الدولية".

وفي سياق آخر، تطرق سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم، إلى تنامي مظاهر استفزاز مشاعر المسلمين من خلال حرق وتدنيس نسخ من المصحف الشريف، والتمييز ضدهم والتشويه المتعمد لصورة الإسلام في بعض دول العالم، وما يؤدي إليه ذلك من تزايد لحالات العنف والتطرف والكراهية، مؤكدًا أن هذا الأمر يناقض ما يصبوا إليه الجميع من تعايش سلمي بين الأمم.

وتابع سعادته، " نحن في مجلس الشورى نؤيد المساعي الحميدة لبلادنا لمنع ازدراء الأديان وخطاب الكراهية، وعدم ربط أي تصرفات أو سلوكيات خاطئة بدين أو معتقد بعينه، على أساس أن كافة الديانات تحمل رسالة المحبة والسلام، ولذلك تقدمنا في اجتماع الجمعية العامة السادس والأربعين بعد المئة للاتحاد البرلماني الدولي، ببندٍ طارئٍ حول تجريم ازدراء الأديان".

وفيما يتعلق بعمل مجلس الشورى خلال دور الانعقاد الماضي، أشاد سعادة الرئيس، بتعاون الحكومة الموقرة وتعاطيها البناء والمثمر مع المجلس، من خلال حضور جلساته واجتماعات لجانه.

وضمن هذا السياق، أوجز سعادته إنجازات المجلس خلال دور الانعقاد السابق، وإقراره للموازنة العامة للدولة، بجانب عددٍ من مشاريع القوانين، ومشاريع القوانين المتعلقة بتعديل أحكام بعض القوانين السارية، فضلا عن طلبات المناقشة العامة التي تقدم بها أعضاء المجلس، إلى جانب الاقتراحات برغبة التي أبداها المجلس للحكومة الموقرة.
وأشار ضمن هذا السياق، إلى نجاح المجلس في أداء مهامه وفق ما قرره دستور البلاد، والقانون رقم /7/ لسنة 2021، مؤكدًا أن ذلك ما كان ليتحقق لولا الدعم المستمر والعناية الخاصة التي يوليها أمير البلاد المفدى للمجلس.

وتطرق سعادته ضمن كلمته، إلى نشاط مجلس الشورى في مجال الدبلوماسية والعلاقات البرلمانية، ومشاركته بفاعلية في عددٍ من المؤتمرات والندوات والاجتماعات البرلمانية الإقليمية والدولية.

كما نوه سعادته إلى استضافة المجلس للاجتماع التنسيقي الثالث لمكافحة الإرهاب وحوار السياسات البرلمانية بشأن أمن الحدود في سياق مكافحة الإرهاب، واستضافته كذلك للمؤتمر العاشر لجمعية الأمناء العامين للبرلمانات العربية خلال الشهر المنصرم، لافتًا إلى أن البلاد ستستضيف الاجتماع الدوري السابع عشر لأصحاب المعالي والسعادة رؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، خلال الشهر القادم.  

وفي ختام كلمته، توجه سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، بالشكر لرؤساء وأعضاء لجان المجلس، لما بذلوه من جهد صادق في كافة مجالات عمل المجلس، مثمنًا جهود جميع منسوبي الأمانة العامة بالمجلس للجهود التي بذلوها على صعيد العمل الإداري.

 كما توجه سعادته بالشكر لكافة المواطنين ومختلف الجهات والمؤسسات لثقتهم وتعاونهم الإيجابي، مؤكدًا أن المجلس سيواصل جهوده لتحقيق رفعة الوطن وتطلعات المواطنين، مجددًا العهد والولاء لسمو الأمير المفدى قائداً لمسيرة نهضتنا المباركة، سائلاً المولى أن يديم على بلادنا الأمن والرخاء، وأن يحقق لها ولشعبها مزيدًا من التطور والنماء.