أكدت سعادة الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي، نائب رئيس مجلس الشورى على الدور المحوري للشباب في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، مشيرةً إلى أن الاستثمار في طاقات الشباب يمثل خطوة أساسية نحو بناء مجتمعات آمنة ومستقرة. وأضافت أن دولة قطر، انطلاقًا من قيمها الإسلامية والعربية، تولي أهمية كبيرة لدعم الشباب وتمكينهم من مواجهة التحديات التي تهدد مستقبلهم، مؤكدةً أن الحوار والعمل الجماعي يشكلان الركيزة الأساسية لتجنب التطرف والعنف.
جاء ذلك في كلمة سعادتها خلال الجلسة الختامية لمنتدى الدوحة البرلماني للشباب، التي استضافها مجلس الشورى اليوم، وتناولت دور البرلمانيين الشباب في صياغة السياسات الوطنية، وسبل تعزيز التعاون بين البرلمانات ومنظمات المجتمع المدني، مع استعراض أمثلة ناجحة من مبادرات قادها الشباب لمواجهة التحديات الأمنية والاجتماعية.
وشددت سعادتها على أن الإرهاب يشكل خطرًا عالميًا يؤثر بشكل خاص على الشباب، مشيرة إلى أن العمل على توفير بيئات داعمة تتيح لهم فرص العمل والتعليم والحياة الكريمة، يسهم في حماية هذه الفئة من الوقوع ضحية الاستغلال من قبل المنظمات المتطرفة. ودعت إلى ضرورة تعزيز التعاون البرلماني الإقليمي والدولي لدعم الجهود الرامية إلى تحقيق العدالة والحد من النزاعات، مع التأكيد على أهمية إصلاح المنظومة الأممية لتصبح أكثر كفاءة في تحقيق السلام والاستقرار العالمي.
وأبرزت الجلسة الختامية أهمية تمكين الشباب من خلال برامج تدريبية وتعليمية تهدف إلى بناء قدراتهم في مواجهة التطرف. كما ناقشت آليات تفعيل التعاون بين البرلمانات الوطنية والشبكات البرلمانية الإقليمية والدولية لدعم الشباب وتمكينهم من المساهمة الفعالة في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.
يُذكر أن المنتدى الذي عقد تحت عنوان: "تعزيز دور الشباب في الاستجابات البرلمانية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف"، تضمن سلسلة جلسات عقدت في الدوحة على مدار أسبوعين، بتنظيم مشترك بين مجلس الشورى ومكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب المعني بالمشاركة البرلمانية في مكافحة الإرهاب ومنعه، ومقره الدوحة، شهد مشاركة واسعة من طلاب الجامعات المحلية، وممثلي ومنظمات شبابية، إضافة إلى حضور أكاديمي واسع.
وشهد المنتدى جلسات نقاشية وورش عمل تناولت مختلف القضايا المتعلقة بالشباب، مع التركيز على أهمية تعزيز وعيهم وتمكينهم ليصبحوا شركاء في جهود بناء السلام والتنمية المستدامة.
كما شهدت الجلسة الختامية مناقشات مستفيضة حول تعزيز دور الشباب في مواجهة التحديات المرتبطة بمكافحة التطرف العنيف والإرهاب، حيث ركزت المناقشات على تعزيز مشاركة الشباب في العمليات البرلمانية، وتمكينهم من المساهمة في صنع القرار السياسي والاجتماعي.
وتناولت المناقشات أيضًا أهمية إشراك الشباب في بناء السلام وتعزيز الأمن المجتمعي، مع التركيز على تطوير شبكات للتواصل بين الشباب والبرلمانيين، بما يساهم في تعزيز الفهم المتبادل ومواجهة التحديات العالمية والإقليمية.
وفي كلمته في ختام الجلسة أكد سعادة السيد محمد بن عمر المناعي، عضو مجلس الشورى أن المنتدى عكس رؤى عميقة وأفكارًا مبتكرة تعزز دور الشباب في العملية البرلمانية وتمكينهم من المشاركة في صنع القرارات، مشددًا على أهمية التعاون بين البرلمانات والشباب لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.
وأشار سعادته إلى أن تنظيم المنتدى بتعاون مشترك بين مجلس الشورى ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب يعكس رؤية قطر في دعم الشباب وتمكينهم كركيزة للتنمية المستدامة. كما ركز على بناء شبكات تواصل مستدامة لتبادل الخبرات وتعزيز القدرات، مؤكدًا أن ما تحقق يمثل خطوة أولى تتطلب مواصلة العمل بروح المسؤولية المشتركة نحو مستقبل آمن ومستقر.
وفي ختام المنتدى، قام سعادة السيد محمد بن عمر المناعي، والسيد ديفيد ألاموس مدير مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب المعني بالمشاركة البرلمانية في مكافحة الإرهاب ومنعه بتوزيع الشهادات على المشاركين في المنتدى.
ويعكس تنظيم هذا المنتدى رؤية دولة قطر التي تسعى لتعزيز دور الشباب كجزء أساسي من الحلول المستدامة لمواجهة التحديات العالمية، بما يضمن تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز الأمن والسلم الدوليين، كما يُبرز دور مجلس الشورى في دعم تلك الرؤية.