خطاب سعادة رئيس مجلس الشورى في افتتاح دور الانعقاد العادي التاسع والأربعين لمجلس الشورى

03 نوفمبر 2020




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على من بعثه ربنا
رحمة للعالمين وخاطبه بقوله "إنـّـا كفيناك المستهزئين"

 

حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ،،،

أصحاب المعالي والسعادة الوزراء ،،،

الحضور الكرام ،،،

السلام عليكم ورحمة الله ،،،

يسعدني وإخواني وأخواتي أعضاء مجلس الشورى أن نتقدم لسموكم ببالغ الشكر والتقدير لتشريفكم لنا بافتتاح دور انعقاد جديد للمجلس في مسيرته الوطنية المباركة .

لقد تابعنا وبكل الاهتمام خطاب سموكم حول سياسة بلادنا ومواقفها من كافة القضايا والمستجدات الداخلية والخارجية . لقد رسمتم في كلمتكم اليوم، حفظكم الله ، المعالم البارزة في سياسة الدولة الداخلية والخارجية والجهود المستمرة للإرتقاء بسائر الخدمات الضرورية وتجاوز التحديات التنموية لتحقيق رفاهية المواطن ، وأمنه وأمانه . ففي الشأن الداخلي نتابع الإنجازات الكبيرة التي تحدث في بلادنا ، بفضل الله ، وبفضل توجيهاتكم على الرغم مما فُرض على بلادنا من حصار ظالم ، ورفضٍ لصوت العقل والحكمة . وهنا نتذكر الجهود المضنية التي كان يبذلها المغفور له إن شاء الله صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الراحل لرأب الصدع، ولم الشمل ، ونواياه الصادقة من أجل أمن واستقرار دول الخليج وشعوبها . وستبقى جهوده حاضرةً في الذاكره ، تغمده الله بواسع رحمته.  

صاحب السمو ،،،

إن قراركم اليوم بإجراء انتخابات لمجلس الشورى
إنجاز آخر في ظل قيادتكم الحكيمة . وإننا في هذا المجلس ، وهو يستكمل في شهر يونيو القادم مسيرته الوطنية ، نتطلع إلى مجلس جديد يكون ، بإذن الله ، امتداداً لمسيرة الشورى ، وتعزيزاً للمشاركة الشعبية في صنع القرار ، يدعم مسيرة التنمية في الوطن ، ويعزز أمنه واستقراره .

لقد إستمرت التنمية في بلادنا في ازدياد وتطور وفقاً لرؤية قطر الوطنية 2030 بالرغم من الظروف الاستثنائية للحصار ووباء كورونا . وسيتذكر أهل قطر الأوفياء وقفتكم الشجاعة والحكيمة في مواجهة الحصار وتطويق آثاره ، وتوجيهاتكم السريعة في اتخاذ التدابير الاحترازية الفعّالة في بداية تفشي الوباء ، وتوفير المستلزمات الطبية المجانية للمواطنين والمقيمين مما كان له أكبر الأثر في السيطرة بنجاح على انتشار الفيروس ، وجعل بلادنا ، والحمد لله ، واحدة من أقل الدول في نسبة الوفيات بسبب الوباء وفقاً لمنظمة الصحة العالمية وإشادتها بالتجربة القطرية المميزة في مكافحة هذا الوباء . هذا بالإضافة إلى المساعدات المالية للتقليل من آثار الجائحة في البلاد ، وتقديم المساعدات الإنسانية لمكافحة هذا الوباء في العديد من دول العالم ، والمساهمة في دعم مؤسسات الرعاية الصحية متعددة الأطراف لتطوير اللقاحات. وهنا نعبّر عن الشكر والتقدير
لما قامت به اللجنة العليا لإدارة الأزمات برئاسة معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية من جهود لدرء آثار تفشي الوباء ، ونخص الكوادر الطبية والصحية الذين يصلون الليل بالنهار دون كلل أو ملل ، تضحيات إنسانية جليلة تستحق الشكر والتقدير . كما نعبّر عن اعتزازنا بقيم التضامن وروح التطوع التي أظهرتها مختلف مكونات المجتمع لمواجهة الجائحة .

صاحب السمو ،،،

أما في المجال الخارجي فإننا نشارككم الرأي ونشيد بمواقفكم المشرفة والثابتة تجاه قضايا أمتنا والقضايا الإقليمية والدولية العادلة ونشيد هنا وبصفة خاصة بمواقفكم تجاه القضية الفلسطينية ودعوة سموكم بفك الحصار عن قطاع غزة ، وإعادة عملية السلام إلى مسارها ، وإنهاء الاحتلال ، وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من يونيو من عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .

إن حرية التعبير لا تعني بأي حال من الأحوال الإساءة للآخرين في دينهم وعقيدتهم ، والتعامل بازدواجية في هذا الشأن . فليس من العقل والمنطق ربط الدين بالإرهاب وربط جريمة أي شخص بدينه . ونحن هنا نرفض وندين الإساءة إلى رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وديننا الإسلامي الحنيف .. دين السلام والوئام . وندين أي عمل إرهابي أيّاً كان شكله ومهما كان مصدره . فالإرهاب ، إرهاب لا لون له ولا دين ولا عرق . ولقد سبق وأن طالبنا في قطر ، ومنذ مدة ، الأمم المتحدة وقادة دول العالم لوضع قوانين وإجراءات وضوابط تمنع الإساءة للأديان والمقدسات والتطاول عليها بأي ذريعة من أجل عالم يسوده السلام والتفاهم والتعاون بين دوله وشعوبه . 

صاحب السمو ،،،

إن ما ذكرتموه ، يا صاحب السمو ، حول جهود المجلس وأنشطته ، شهادة نعتز بها وما كان ذلك ليتحقق لولا توفيق الله ورعاية سموكم .

وأسمحوا لي بأن أتناول وبإيجاز بعض ما قام به المجلس خلال دور الانعقاد الماضي . فقد عمل كعادته بالتعاون مع الحكومة الموقرة في الانتهاء من كافة مشاريع القوانين والمراسيم بقوانين التي وردت إليه والتي تجاوزت عشرين مشروع قانونٍ ومرسوم ٍ شملت مجالات الاقتصاد ، وتوفير البيئة التشريعية للاستثمار الداخلي والخارجي ، والأمن الغذائي ، والصحة ، والمواصلات ، وتنظيم العمل الصحفي والإعلامي وغيرها ، بالإضافة إلى المواضيع العامة التي تشغل بال المواطنين والتي ناقش المجلس البعض منها بحضور عدد من الوزراء وفقاً لإختصاصه .

ونتقدم بوافر الشكر والتقدير للحكومة الموقرة على ما لمسه منها المجلس من تعاون صادق وتعاطي إيجابي مع مقترحاته وتوصياته .

وأستمر المجلس في جهوده في مجال الدبلوماسية البرلمانية للتعريف بسياسة دولة قطر ومنجزاتها
والتصدي في العديد من الأنشطة البرلمانية الإقليمية والدولية لمحاولات دول الحصار للنيل من سمعة قطر ومكانتها .
كما حقق المجلس بفضل الله وبدعم سموكم عدداً من الإنجازات الدولية الهامة ومن بينها ما أشرتم إليها في
خطابكم ، حفظكم الله ، بإنشاء مكتب برنامج الأمم المتحدة للبرلمانيين لمكافحة الإرهاب يكون مقره في الدوحة ويغطي نشاطه كافة برلمانات دول العالم وسيبدأ أعماله في القريب العاجل . وقد جاء قيام هذا المكتب تأكيداً لثقة المجتمع الدولي في بلادنا، وتقديراً لجهود سموكم، حفظكم الله ، في مكافحة الإرهاب ومعالجة جذوره وأسبابه .

كما تم ، بفضل الله ، انتخاب دولة قطر بالإجماع ممثلةً في رئيس مجلس الشورى رئيساً للمنظمة العالمية للبرلمانيين ضد الفساد ونقل أمانتها لمدينة الدوحة وذلك في الاجتماع السابع للمنظمة الذي عقد في الدوحة في ديسمبر الماضي والذي تزامن مع تكريمكم للفائزين بالجائزة التي رصدها سموكم للتميز في مكافحة الفساد في دورتها الرابعة التي أقيمت في كيجالي . هذا إلى جانب توقيع عدد من مذكرات التفاهم للتعاون البرلماني مع التنظيمات البرلمانية الإقليمية والدولية وبرلمانات عدد من الدول الصديقة . بالإضافة إلى قيام الاتحاد البرلماني الدولي مؤخراً باختيار مجلس الشورى بالدوحة مكاناً أطلق منه كتابه للذكرى
الـ 130 عاماً على إنشائه .

صاحب السمو ،،،

إننا نتطلع إلى أن نتمكن في دور الانعقاد الحالي من تحقيق قوة دفع إضافية أكبر للمساهمة في قضايا الوطن وهمومه . وهنا أتقدم بالشكر والتقدير لإخواني وأخواتي أعضاء المجلس لما بذلوه من جهود . سائلاً المولى عزّ وجل أن يعيننا جميعاً على القيام بواجبنا وأداء الأمانة
على الوجه الذي يرضيه عنّا ، مجددين العهد والولاء لسموكم أميراً وقائداً لبلادنا ، مؤكدين العزم على مضاعفة الجهود ، مسترشدين بقولكم حفظكم الله " أننا قوم نلتزم بمبادئنا وقيمنا ، لا نعيش على هامش الحياه ، ولا نمضي  تائهين بلا وجهه ، ولا تابعين لأحد ننتظر منه توجيهاً " . نعم هذه بلادنا قطر يا صاحب السمو ، وستبقى ، بإذن الله ، كالعهد بها ، ثابتةً على الحق ، وفيّةً لمبادئها وقيمها ، سيدةً في قرارها الوطني ، مورداً للخير ، ومنهلاً للعطاء .

 

حفظكم الله .

والسلام عليكم ورحمة الله ،،،،