مجلس الشورى يناقش موضوع "القيم والهوية الوطنية"

13 فبراير 2023




عقد مجلس الشورى، اليوم، جلسته الأسبوعية العادية، في "قاعة تميم بن حمد"، بمقر المجلس، برئاسة سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس المجلس.

وفي بداية الجلسة، أعرب المجلس عن خالص تعازيه ومواساته للشعبين السوري والتركي الشقيقين، جراء ما تعرضت له عدة مناطق في البلدين من زلزال مدمر أدى إلى سقوط عشرات الآلاف بين قتلى وجرحى. 

وعبّر المجلس عن تضامن الشعب القطري مع الشعبين الشقيقين، ووقوفه إلى جانبهم في هذه الظروف العصيبة، سائلاً المولى عز وجل أن يلهم ذوي الضحايا الصبر والسلوان، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل.

بعد ذلك، تلا سعادة الدكتور أحمد بن ناصر الفضالة الأمين العام لمجلس الشورى جدول أعمال الجلسة، وتم التصديق على محضر الجلسة السابقة. 

واستعرض المجلس خلال الجلسة، تقرير لجنة الشؤون الثقافية والإعلام بشأن "تعزيز القيم والهوية الوطنية في المجتمع"، وبعد مناقشات مستفيضة لما خلص إليه التقرير، قرر المجلس تقديم اقتراح برغبة للحكومة الموقرة حول الموضوع المشار إليه.
وفي تعليق له حول هذا الموضوع، أكد سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، على الدور المهم للقيم الدينية و التنشئة الأسرية والبيئة التعليمية في تعزيز القيم السليمة للمجتمع.
وأضاف سعادته" يمثل المسجد المدرسة الأولى في تعزيز قيم النشء وصيانتها من أسباب الفساد والتغريب، وتعزيز القيم الدينية للمجتمع ككل، في حين تمثل المجالس والاقتداء بالنماذج المجتمعية البارزة دورًا مهمًا ومحوريًا في صقل الشخصية وترجمة القيم الدينية الراقية التي يحملها الفرد لتنعكس على سلوكه وهيئته وتصرفاته".
وضمن مداخلاتهم أثناء مناقشة التقرير، ركّز أصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى، على عدد من المحاور والإجراءات والتدابير التي ستسهم في تعزيز القيم والهوية الوطنية.

وفي هذا الصدد، أكد السادة الأعضاء، على ضرورة إصدار وثيقة وطنية للقيم والهوية الوطنية على مستوى الدولة، تكون مرجعًا شاملاً لجميع الجهات الرسمية وغير الرسمية التي لها دور وتأثير على القيم والهوية الوطنية.

وأشاروا إلى أهمية أن تكون هناك استراتيجية بعيدة المدى لتعزيز القيم والهوية الوطنية بمختلف أبعادها، وفقًا لرؤية قطر الوطنية 2030، وضرورة إدراج القيم والهوية الوطنية كمادة في الجامعات الوطنية
وشدد أعضاء المجلس، على أن ترسيخ القيم والهوية الوطنية من شأنه بناء مجتمع قوي مسلّح بالقيم الدينية والأخلاقية، مؤكدين في هذا السياق على ضرورة تكاتف الجهود بين جميع الأطراف لتحقيق ذلك الهدف.
كما تطرق نقاش أصحاب السعادة أعضاء المجلس، إلى أهمية دور الأسرة والمدرسة في تعزيز قيم المجتمع، لافتين إلى محورية التنشئة الإسلامية السليمة ومبادئ ديننا الراسخة في تكوين الشخصية المتمسكة بهويتها وسمتها، ولفتوا في هذا السياق إلى ضرورة التنبه إلى خطورة وسائل التواصل الاجتماعي التي اخترقت كل الحواجز، وباتت تمثل خطرًا يهدد كيان الأسر ويؤثر على جيل النشء، منبهين في الوقت ذاته إلى أهمية وجود رقابة ومتابعة سواء على مستوى الأسرة، أو من خلال القوانين والتشريعات التي يجب أن تتصدى لمثل تلك الظواهر.
وتواصلت أعمال الجلسة، حيث استعرض المجلس مشروع قانون بتنظيم موانئ الصيد البحري، والمحال إليه من الحكومة الموقرة، وقرر إحالته إلى لجنة الخدمات والمرافق العامة لدراسته ورفع تقريرها بشأنه إليه.

كما استعرض المجلس كذلك، تقرير مشاركة سعادة السيدة شيخة بنت يوسف الجفيري، في الندوة الدولية التي عقدت في العاصمة الرباط في يوليو من العام الماضي، تحت عنوان "السيادة والأمن الغذائي، بين تحديات الظرفية العالمية ورهانات الأمن الاستراتيجي".
 
وضمن عرضها للتقرير، أشارت سعادة السيدة شيخة الجفيري، إلى أن الندوة تناولت التحديات التي تواجه تحقيق الأمن الغذائي، والجهود التي يجب أن تُبذل للتصدي لأزمة الغذاء، ودور البرلمانات في توفير بنية تشريعية متطورة لمعالجة تلك المشكلة.

من جهة أخرى، وافق المجلس على طلبات تمديد أعمال عدد من لجانه على النحو التالي: طلب تمديد أعمال لجنة الشؤون الداخلية والخارجية لدراسة الموضوع المتعلق بقرار البرلمان الأوروبي بشأن حقوق الإنسان في دولة قطر في إطار استضافة بطولة كأس العالم. طلب تمديد لأعمال لجنة الشؤون القانونية والتشريعية لدراسة مشروع قانون بإصدار قانون السلطة القضائية، ومشروع قانون بإصدار قانون النيابة العامة. طلب تمديد لأعمال لجنة الشؤون القانونية والتشريعية لدراسة مشروع قانون بشأن تنظيم التسجيل العقاري.

وفي ختام الجلسة، أطلع سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، المجلس، على نتائج مشاركته والوفد المرافق، في أعمال المؤتمر الخامس للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية، الذي عقد يوم السبت الماضي في القاهرة، واستقبال فخامة الرئيس المصري لسعادته ضمن استقباله لرؤساء البرلمانات والمجالس المشاركين في المؤتمر.
 
وأشار سعادة رئيس مجلس الشورى، إلى أنه أكد في كلمته أمام المؤتمر، بأن دولة قطر قطعت شوطًا مهمًا في مجال الأمن الغذائي، بينما تسهم بشكل حثيث في الجهود الدولية لتعزيز التنمية المستدامة وتأمين الغذاء في البلدان الأقل نمواً.

وأضاف سعادته قائلاً " أكدت على ضرورة أن تواجه الدول العربية مشكلة الأمن الغذائي من خلال سن تشريع ينظم السياسات المتعلقة به لكل دولة، وينسق الخطط والبرامج والمشروعات اللازمة لتحقيق ذلك، ونقل التجارب وتبادل الدراسات والمعلومات المتعلقة بهذا المجال، كما شددت على أهمية التنسيق بين جميع الجهات ذات العلاقة في إطار كل دولة".
 
وفي سياق متصل، أشار سعادته إلى الوثيقة التي أقرها المؤتمر وحملت عنوان "رؤية برلمانية لتعزيز الأمن الغذائي العربي"، والتي سترفع إلى أصحاب الجلالة والسمو والفخامة قادة الدول العربية خلال الدورة الخامسة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، والتي ستعقد خلال العام الجاري في الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
وأضاف قائلاً " خلال جلسة المؤتمر تم عرض فيلم تسجيلي تضمن لقطات من استضافة البلاد لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، والجهود التي بذلتها في تنظيم نسخة استثنائية من البطولة، وحرصها على إبراز القيم العربية والإسلامية، وقد تضمنت كلمات رؤساء المجالس والبرلمانات العربية في الجلسة، إشادات واسعة بتلك الجهود، كما هنأوا في بيانهم الختامي، دولة قطر قيادةً وشعبًا بمناسبة نجاحها في استضافة وتنظيم بطولة استثنائية، مؤكدين أنها مثّلت مصدر فخر لكل الدول العربية، وأثبتت قدرة قطر على استضافة وتنظيم الأحداث الرياضية الكبرى".

من جانب آخر، تطرق سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، إلى استعدادات المجلس للمشاركة في اليوم الرياضي للدولة، والذي يصادف ثاني ثلاثاء من شهر فبراير من كل عام، مؤكدًا أهمية مشاركة الجميع في هذه التظاهرة الرياضية.
 
وأكد سعادته على أهمية الاندماج في الأنشطة المنوعة التي ستقام في هذا اليوم، مبينًا أهمية الرياضة في تعزيز صحة المجتمع، الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على كافة مناحي الحياة.

ودعا سعادته، كافة المواطنين والمقيمين لانتهاز هذه الفرصة لتكون الرياضة أولوية ونمط حياة مستمر يمُارس بشكل منتظم طوال العام.

حضر الجلسة عدد من مسؤولي وزارة الثقافة، ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، ووزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، وعدد من أعضاء المجلس الطلابي بمدرسة قطر للعلوم والتكنولوجيا للبنين، ومدرسة عمر بن الخطاب الثانوية للبنين.